* تزين الرجل لزوجته من حقوقها الشرعية.
يعتقد البعض أن التجمل والتزين من خصوصيات المرأة فقط أمام زوجها، فما صحة هذا الإعتقاد؟ وهل من حق المرأة علي زوجها أن يتزين لها كما تتزين له؟
في البداية يؤكد فضيلة الدكتور طه أبو كريشة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف علي أن الحياة الزوجية تفاعل بين من جمعهما الله على السكن والرحمة والمودة، ولذلك دائماً ننصح الزوجين بالتزين، ليرى كل منهما من الآخر ما يشرح الصدر، وبالكلام الطيب الذي يجذبه إليه ولا ينفره منه.
وقد يعتقد البعض ان التجمل والتزين من خصوصيات المرأه فقط أمام زوجها وهذا إعتقاد خاطئ..!! فالواجب علي الزوج ان يتزين ويهتم بأمر نظافته وشكله أمام زوجته لانه كما يحب الزوج أن يرى زوجته في أجمل صوره فالمرأه لها نفس الحق على زوجها، فقد إعتنى الاسلام بهذا الامر وشدد عليه في كثير من الامور وأهمها شرح الوضوء للصلوات الخمس والغسل لكل جمعه ولبس الجديد، قال صلى الله عليه وسلم: «حبب الي من دنياكم النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة» رواه احمد في المسند والحاكم.
ومن هديه صلى الله عليه وسلم بهذا الامر إنه كان يكره ان يجد منه احد رائحة كريهه، وكلنا نعلم قصته صلى الله عليه وسلم مع زوجاته في العسل حينما اكل عسلا عند احد زوجاته وغارت منه الباقيات وقلن له انهن يجدن منه رائحة متغيره وكررن هذا الامر عليه فحرم صلى الله عليه وسلم على نفسه العسل وأنزل الله قوله تعالى {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك والله غفور رحيم} [التحريم:1].
وقد سئلت عائشه بأي شيئ كان النبي يبدأ اذا دخل بيته قالت بالسواك، وكان يدهن شعره ويرجله وكان يقول «من كان له شعر فليكرمه» صحيح الجامع 770.
ومن هنا ينصح العلماء بأن يتزين الرجل لإمراته كما تتزين له، فلقد إمتن الله سبحانه وتعالى على عباده بما أنزل إليهم من الزينة التي تحسن هيأتهم، ومنازلهم فقال عز وجل: {قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق، قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة} [الأعراف:32].
فالمرأة تحب أن يكون زوجها حسن الهيئة والملبس، فقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: تصنعوا لنسائكم، وإنهن حببن منكم ما تحبونه منهن، وقال عبدالله بن عباس رضي الله عنهما: أحب أن أتزين لزوجتي كما أحب أن تتزين لي، وكان بعض الصالحين يلبس الثياب النفيسة ويقول: إن لي نساء وجواري فأزين نفسي كي لا ينظرن لغيري، وعن يحيى بن عبدالرحمن الحنظلي قال: أتيت محمد بن الحنفية فخرج الي في ملحفة حمراء ولحيته تقطر من الغالية -طيب معروف- فقلت: ما هذا؟ قال: إن هذه الملحفة ألقتها على امرأتي، ودهنتني بالطيب، وإنهن يشتهين منا ما نشتهي منهن، و ينبغي على الزوج أن يتزين لزوجته بما يناسب رجولته، ومن الزينة المباحة للرجل خاتم الفضة،، وتغيير الشيب بالصفرة والحمرة، والطيب والسواك، وقال القرطبي في قول ابن عباس قال العلماء: أما زينة الرجال فعلى تفاوت أحوالهم، فربما كانت زينة تليق في وقت، ولا تليق في وقت آخر، وزينة تليق بالشاب، وزينة تليق بالشيوخ ولا تليق بالشباب، فأما الطيب والسواك والخلال والرمي بالدرن -أي الوسخ- وفضول الشعر والتطهير وتقليم الأظافر فهو موافق للجميع، والخضاب للشيوخ والخاتم للجميع من الشباب والشيوخ زينة، وهو حلي الرجال، ثم عليه أن يتوخى أوقات حاجتها إلى الرجل فيعفها ويغنيها عن التطلع إلى غيره.
وقد وسعت شريعة الله الإباحة فيما يتزين به الإنسان، ولم تقيده إلا تقييدا يسيرا، لكي لا تخرج الزينة إلى المفسدة المضرة، فقال تعالى: {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين} [الأعراف:31]، وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: كلوا وتصدقوا والبسوا في غير إسراف ولا مخيلة، رواه النسائي، وعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: كل ما شئت والبس ما شئت ما أخطأتك اثنتان: سرف ومخيلة رواه البخاري، فالإسلام يأمرنا بالإعتدال في اللباس والزينة ويكره للرجل -كما يكره للمرأة- أن يباهي بثيابه أو يتعاظم بها لأنه إشتغال بالقشور وإعراض عن اللباب.
الكاتب: نورا عبد الحليم.
المصدر: جريدة الأهرام اليومي.